لماذا ألغت قيادة السلطة الفلسطينية اجتماعها الطارئ؟
كشفت مصادر متطابقة لـ”قدس برس” عن مبررات قيادة السلطة الفلسطينية لإلغاء اجتماعها الطارئ، الذي كانت قد دعت لانعقاده أمس الأحد في رام الله (وسط الضفة الغربية المحتلة)، لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وهددت باتخاذ قرارات استراتيجية فيه للرد على العدوان الذي طال المسجد الأقصى المبارك.
وأكد مصدر مطلع أن الاجتماع أُلغي ولم يتم تأجيله، وأن أعضاء اللجنة التنفيذية تبلغوا قبل يوم من انعقاده، بأن الاجتماع تم إلغاؤه، دون إعطاء أي توضيح أو مبررات.
وأشار إلى أن الإلغاء جاء رغم محاولات قيادات وازنة بالسلطة، التواصل مباشرة مع الرئيس عباس لإقناعه بتبكير الاجتماع بعقده الجمعة نهارا أو ليلا، في نفس اليوم الذي شهد الاعتداء غير المسبوق من قوات وشرطة الاحتلال على المعتكفين في المسجد الأقصى المبارك.
وبيّن المصدر لـ”قدس برس” أن من مبررات ما طرحته تلك القيادات لعقد الاجتماع مبكرا؛ قطع الطريق على “حماس” باعتبارها الحركة المؤثرة في مشهد القدس والساحة الفلسطينية، ومحاولة السلطة مواكبة الحدث لتحسين صورتها أمام الشعب.
وأضاف: “إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، بعد توقفها عند عضو اللجنتين المركزية لحركة فتح والتنفيذية للمنظمة حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، باعتبارهما الشخصين اللذين يتحكمان بالقرارات في السلطة الفلسطينية”.
واستدرك المصدر بالقول: “حتى لو وصلت تلك المحاولات إلى عباس، فسوف يعرض الأمر عليهما، وتكون النتيجة ذاتها، لكونهما مسؤولين عن عقد الاجتماعات وموعدها، وكذلك وضع أجندتها أو إلغاؤها، وهذا الأمر بالأساس يثير التحفظ في صفوف بقية قادة حركة فتح، والأمناء العامين لفصائل منظمة التحرير”.
وأكد المصدر أن سبب إلغاء القيادة الفلسطينية للاجتماع، تمثل في البيان الذي صدر عن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، قبيل غروب شمس الجمعة، والذي حمل تفاصيل تتعلق بالاتصالات التي أجراها مع أطراف عربية وإقليمية ودولية نافذة، منها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمير قطر، ووزير الخارجية الإيراني، ورئيس مجلس النواب الكويتي وآخرون.
ووفق المصدر؛ فقد شكّلت الشخصيات التي تواصلت مع هنية، صدمة كبيرة لقيادة السلطة الفلسطينية، التي لم تتواصل أي من تلك الشخصيات معها، ولم تستجب للاتصالات التي أجرتها قيادة السلطة مع تلك الأطراف وغيرها.
وأشار المصدر ذاته، أن الضربة القاضية في تأجيل الاجتماع، كانت الزيارة المباغتة التي أجراها محمود السيسي (الابن الأكبر للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي) للاحتلال الإسرائيلي، على متن طائرة خاصة، ظهيرة الجمعة، برفقة وسطاء آخرين، والتي نقل خلالها وجهة نظر “حماس” وشروطها للاحتلال.
وأضاف: “كانت قيادة السلطة تتوقع أن تهبط تلك الطائرة خلال مغادرتها في مقر المقاطعة برام الله، لوضع عباس في مجريات تلك المفاوضات، لكنها قفلت عائدة من حيث أتت”.
وحول ما رشح من أن سبب التأجيل رفض الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت منظمة التحرير المشاركة في الاجتماع، نفى مصدر في منظمة التحرير أن تكون أي من تلك الفصائل قد اعتذرت عن حضور الاجتماع.
وأضاف المصدر لـ”قدس برس” أن “الدعوة شملت الجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب، وفدا، وجبهة النضال الشعبي، وفصائل صغيرة في المنظمة، كلها دون استثناء وصلتها الدعوات يوم الجمعة، ولم يرفض أو يعتذر أحد، ولا يمكن لهم أصلا أن يرفضوا ذلك”.
ودلل على حديثه بالقول: “شهد اجتماع المجلس المركزي الذي عقد قبل نحو شهرين، معارضة القاعدة الشعبية لحزب الشعب والجبهة الديمقراطية للمشاركة فيه، إلا أن قيادة الحزبين خضعت لضغوطات فتح، وشاركت في الاجتماع رغم قناعتها بعدم جدواه، وهي القناعة التي انطوت على الاجتماع الذي كان مقررا أمس الأحد”، متابعاً: “لا أحد منهم يجرؤ على المقاطعة”.
وأضاف المصدر “كل الفصائل تعلم علم اليقين؛ أن عباس لن يوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، ولا يملك أصلاً أي عنصر قوة يضغط به على حكومة بينيت لوقف عدوانها، لذلك فإن إلغاء الاجتماع رفع عن هذه الفصائل الحرج الذي كانت ستواجهه من قواعدها التنظيمية أولاً، ومن الشارع الفلسطيني ثانيا”.
يشار إلى أن عضو اللجنتين المركزية لحركة “فتح” والتنفيذية لمنظمة التحرير، عزام الأحمد، صرّح لوسائل الإعلام، أن تأجيل الاجتماع جاء بسبب وجود التزامات وأولويات لدى الرئيس عباس، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
يذكر أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قد عقدت اجتماعاً واحداً في 17 شباط/فبراير الماضي، منذ عقد المجلس المركزي الفلسطيني في السادس من الشهر ذاته، واختيار أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، حيث شهد المجلس مقاطعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشخصيات مستقلة، وأعضاء من المجلس المركزي نفسه.
Source: Quds Press International News Agency